وفاة الطفل عبدالرحمن القطاوي تفتح جروح ذوي فرط الحركة والتوحد

{title}
أخبار الأردن -

كتبت نادين النمري

26 ساعة من البحث المتواصل أمضتها عائلة الطفل عبدالرحمن القطاوي (16 عاما) في البحث عنه، لتعثر عليه متوفيا غرقا في احدى محطات تصفية المياه غير المسيجة في منطقة ماركا.

شُخّص عبدالرحمن منذ صغره بفرط الحركة الشديد والتوحد مع ما يصاحب ذلك من اضطرابات في الإدراك الحسي، وشكل ذلك تحديًا كبيرًا لعائلة عبدالرحمن ليس فقط لناحية تطوير مهارات التواصل والتعلم لديه بل الأهم سلامته وحماية حياته.

وفي ظل ضعف خدمات العلاج الوظيفي والسلوكي، عملت والدة عبدالرحمن على اطلاق مبادرة "لعبونا بتفهمونا" لتطوير مهارات الإدراك الحسي لدى طفلها فضلا عن تسجيله بعدة أنشطة رياضية كالسباحة وركوب الخيل والركض لمحاولة السيطرة على فرط الحركة لديه الى جانب تسجيله في مركز نهاري لتلقي جلسات النطق والعلاج الوظيفي والحسي.

تقول أم عبدالرحمن: "بس يفتح الباب كان يتحول لشخص مختلف تمامًا يركض يركض وما نلحق عليه، شارك بماراثون وفاز بالمرتبة الأولى بس كمل ركض لبعد نقطة النهاية".

فرط الحركة والهروب المستمر كان مصدر قلق حقيقي "كل ما كان يكبر السيطرة عالموضوع تصير أصعب بثواني يكون طلع لدرجة علقت اله سنسال فيه اسمه ورقم تلفون".

صعوبة السيطرة على الحركة وحالات الهروب المتكررة اضافة الى حادثة وفاة طفل من ذوي التوحد العام الماضي غرقًا، دفع بأم عبدالرحمن وأمهات لأطفال من ذوي فرط الحركة بالتقدم بطلب لتزويد أطفالهنّ باسوارة إلكترونية كوسيلة لحمايتهم من حوادث مشابهة لكن الطلب لم يلاقي اي أذان صاغية.

قبل أيام حل الكابوس الذي كانت تخشاه أم عبدالرحمن أثناء زيارة أقارب إلى بيت العائلة، استغل عبدالرحمن الفرصة لممارسة هوايته بالركض ركض نحو أربع ساعات إلى أن وصل لمحطة تصفية مياه ليمارس هوايته الأخرى بالسباحة نزع ملابسه ونزل إلى الماء ولم يخرج.

في الاثناء وبعد مرور دقائق على مغادرته المنزل خرجت العائلة برمتها للبحث عنه دون جدوى إلى أن شكلت الملابس الملقاه عند إحدى برك محطة التصفية دليلا على وجود طفل وهو ما اكدته كاميرات المراقبة.

كبشر نميل الى اطلاق الأحكام ونصب أنفسنا قضاة على الآخرين دون أن ندرك حقيقة ما يعني التعامل مع طفل فرط الحركة الشديد أو الاضطرابات الحسية وسط ضعف خدمات التدريب والتأهيل والدمج لهذه الفئة من الأطفال وكلفها المرتفعة.

قد لا تكون الاسوارة الالكترونية حلا لمشكلة غياب حقوق هذه الفئة من الأطفال في الاندماج وتطوير المهارات لكن اقلها تبقى وسيلة لحماية حياتهم وسلامتهم.

ام عبدالرحمن ربط الله على قلوبكم وجبر مصابكم والهمكم الصبر والسلوان.

(اكتب هذا المنشور بناء على طلب من والدة الطفل عبدالرحمن القطاوي لعله يسهم في تجنب مأساة وضحية أخرى).

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير